کد مطلب:220148 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:190

وقفة تأمل فی أحادیث أهل البیت حول الطب والتشریح
الشیخ الصدوق فی كتاب العلل فی أولیات الخلق، حیث تذكر الروایة:«ثم خلقت فی الجسد بعد هذا الخلق الأول أربعة أنواع، وهن ملاك الجسد و قوامه باذنی، لا یقوم الجسد الا بهن، ولا تقوم منهن واحدة الا بالأخری، منها المرة السوداء، والمرة الصفراء، والدم، والبلغم، ثم أسكن بعض هذا الخلق فی بعض، فجعل مسكن الیبوسة فی المرة السوداء، ومسكن الرطوبة فی المرة الصفراء، ومسكن الحرارة فی الدم، ومسكن البرودة فی البلغم، فأیما جسد اعتلدت به هذه الأنواع الأربع التی جعلتها ملاكه، و قوامه و كانت كل واحدة منهن أربعا لا تزید و لا تنقص كملت صحته و اعتدل بنیانه، فان زاد منهن واحدة علیهن فقهرتن و مالت بهن و دخل علی البدن السقم من ناحیتها بقدر ما زادت، و اذا كانت ناقصة نقل عنهن حتی تضعف من طاقتهن، و تعجز عن مقارنتهن و جعل عقله فی دماغه و شرهه فی كلیته، و غضبه فی كبره، و صرامته فی قلبه، و رغبته فی رئته، وضحكه فی طحاله، وفرحه و حزنه و كربه فی وجهه، وجعل فیه ثلاثمائة وستین مفصلا.

قال وهب: فالطبیب العالم بالداء والدواء یعلم من حیث یأتی لسقمن من قبل زیادة تكون فی احدی هذه الفطر الأربع أو نقصان منها، و یعلم الدواء الذی به یعالجهن فیزید فی الناقصة منهن أو ینقص من الزائدة، حتی یستقیم الجسد علی فطرته و یعتدل الشی ء بأقرانه» [1] .

و نقل عن الامام أمیرالمؤمنین علیه السلام جاء فیها: «ثم أمر الملائكة الأربعة: الشمال والدبور والصبا والجنوب، أن جولوا علی هذه السلالة الطین و أبرأوها



[ صفحه 748]



و أنشئوها، ثم جزئوها و فصلوها و أجروا فیها الطبائع الأربعة: الریح، والمرة، والدم، والبلغم.

قال: فجالت الملائكة علیها و هی الشمال والصبا والجنوب والدبور، فأجروا فیها الطبائع الأربعة.

قال: والریح فی الطبائع الأربعة (فی البدن) من ناحیة الشمال.

قال: والبلغم فی الطبائع الأربعة فی البدن من ناحیة الصبا.

قال: والمرة فی الطبائع الأربعة فی البدن من ناحیة الدبور.

قال: والدم فی الطبائع الأربعة فی البدن من ناحیة الجنوب.

قال: فاستقلت النسمة، و كمل البدن.

قال: فلزمه من ناحیة الریح: حب الحیاة وطول الأمل والحرص.

ولزمه من ناحیة البلغم: حب الطعام والشراب واللین والرفق.

ولزمه من ناحیة المرة: الغضب والسفه والشیطنة والتجبر والتمرد والعجلة.

ولزمه من ناحیة الدم: حب النساء واللذات و ركوب المحارم والشهوات» [2] .

كما جاء عن الامام أبوعبدالله علیه السلام قال: «عرفان المرء نفسه أن یعرفها بأربع طبائع، و أربع دعائم، و أربعة أركان، و طبائعه: الدم، والمرة، والریح، والبلغم، و دعائمه: العقل - و من العقل الفطنة - والفهم، والحفظ، والعلم و أركانه: النور، والنار، والروح، والماء. فأبصر وسمع و عقل بالنور، و أكل و شرب بالنار، و جامع و تحرك بالروح، و وجد طعم الذوق والطعم بالماء: فهذا تأسیس صورته، فاذا كان عالما، حافظا، ذكیا، فطنا، فهما عرف فی ما هو، و من أین تأتیه الأشیاء، و لأی شی ء هو ههنا، و لما هو صائر باخلاص الوحدانیة والاقرار بالطاعة. و قد جری فیه النفس و هی حارة و تجری فیه و هی باردة. فاذا حلت به الحرارة أشر وبطن، و ارتاح وقتل و سرق، و نصح و استبشر، وفجر وزنا و اهتز و بذخ، و اذا كانت باردة أغتم وحزن، و استكان و ذبل، و نسی و أیس، فهی العوارض التی تكون منها الأسقام، فانه سبیلها، ولا یكون أول ذلك لخطیئة



[ صفحه 749]



عملها، فیوافق ذلك مأكل أو مشرب فی احدی ساعات لا تكون تلك الساعة موافقة لذلك المأكل والمشرب بحال الخطیئة، فیستوجب الألم من ألوان الأسقام.

و قال: جوارح الانسان و عروقه و أعضاؤه جنود الله مجندة عیله، فاذا أراد به سقما سلطها علیه، فأسقمه من حیث یرید به ذلك السقم» [3] .


[1] بحارالأنوار: 58 / 287 - 286 عن علل الشرائع: 1 / 104.

[2] بحارالأنوار: 301 - 58 / 300 عن علل الشرائع: 1 / 98.

[3] بحارالأنوار: 58 / 303 - 302، باب ما به قوام بدن الانسان و تشريح أعضائه.